Saturday, June 7, 2008

مشاعر الكرسي إزاء ما نفعله


مشاعر الكرسي إزاء ما نفعله
قراءة في ديوان شيركو بيكه س
هشام الصباحي
قصيدة واحدة تمتد على طول 138 صفحة تُكون ديوان الشاعر الكردي شيركو بيكه س الذي ترجمه إلى العربية عن الكردية مباشرة الكاتب سامي إبراهيم داوود. الشاعر يحاول أن يخرج بالديوان خارج التصنيف الأدبي فيكتب تحت العنوان وهو الكرسي نص مفتوح.الشعر.القص.النثر.المسرح
الديوان يستخدم آليات فنية متعددة ومنفتحة على الأنواع الأدبية الأخرى مثلا اتخذ من المسرح آلية الحوار بين الشخوص حتى انه يكتب داخل الديوان بعض المشاهد المسرحية أثناء حكي الكرسي عن واحد من أصحابه وهو كاتب مسرحي ومن القص تيمة الحكى الدائم على لسان الكرسي ومن الشعر نقاء الصور والتمازج بين مشاعر عديدة طازجة والاهم هو متعة الكشف عن الكرسي الذي يرى ويحس ويكره ويحب ويتكلم ويتألم ويفرح إن أهمية الديوان تتكشف في إعطاء الكرسي قيمة الإنسان الكامل ورؤية هذا الكرسي لنا وللعالم وكيف يرانا و يشعر بنا
كرسي شيركو بيكه س نجح هو والشاعر على مدار ديوان كامل في كشف ما يحدث له في الحياة وعلاقته بكل شيء محيط . هذا الكرسي الذي يتألم عندما يفارق الآلة الطابعة التي علمته الحروف..الكرسي الذي يقابل أصدقاء قدامى من الكراسي القديمة في السوق معروضة مثله للبيع .
هذا الكرسي الذي يفشى أسرارنا والذي ينقد تصرفاتنا والذي يسعد ويحزن معنا دون ضجيج أو حركة. أيضا يتحدث الكرسي عن تاريخه إنها عبقرية أن نكتشف إننا لسنا فقط صناع للتاريخ بل هناك أيضا كراسي لها تاريخ ولها وجهة نظر في تاريخنا وفى ما يحدث حولها وحولنا على حد سواء من حروب ودمار وانتهاكات لحقوق الإنسان في كل مكان وخاصة في العراق الآن
هكذا سوف نحصل على عدة حالات إنسانية للكرسي يتابع في سردها وتقديمها لنا خلال قصيدة طويلة وحيدة تمثل مجمل الديوان ..سوف نقابل الكرسي المشرد.. الكرسي الحكاء للكراسي الأخرى الذي يتحدث عن الشر والحقد والأنانية والبغض الذي يجلس عليه ويراقبه وهو يخدع الحب ويتحدث عن هذه اللحظة المؤلمة في حياته ونجح الشاعر في التنوع على تعدد التقنيات التي استخدمها داخل الديوان القصيدة حيث يستخدم تقنية التذكر والسرد والحكى عن الذكريات التي تمثل تاريخا ممتدا جمعيا للإنسانية من بشر وجماد
تنوعت عوالم الكرسي حيث يتحدث عن امتلاك كاتب عرائض له وكيف أصبح كرسي في الشارع وأمامه أله كاتبه قديمة وأوراق وحبر وقلم ودبابيس وكيف تعرف على حروف الآلة الكاتبة حرف حرف وكيف تعلم الكتابة وانفتح على العالم حتى انه كتب عن فضاء هذا العالم الذي يتكون أمامه بشكل رائع وكامل وانسانى شديد البساطة
كانت تلك الفترة ملاى بالأنفاس الدافئة والباردة
بتجارب مرة وحلوة
بالدموع والابتسامات
الناس البسطاء
المعذبون بأسمالهم
شقاء القرويين
تشتت المشردين
عصف الأرامل
حرقة العاطلين عن العمل
كانوا يأتون يجلسون القرفساء
تكتظ الطرق والممرات
بشكواهم الديوان (87)
صدر للشاعر سيركو بيكه س من قبل أكثر من 20 عمل ادبى بين دواوين شعرية ومسرحيات شعرية وترجمات من الأدب العالمي إلى اللغة الكردية وكانت أول مجموعة شرعية صدرت عام 1968 وقد ولد عام 1940 في مدينة السليمانية-كردستان العراق
ترجمت العديد من أعماله إلى اللغات: الإنكليزية، الفرنسية، الإيطالية، الألمانية، السويدية، الدانمركية، المجرية، الفارسية، التركية، العربية. كان أول شاعر كردى يحصل جائزة توخولسكى السويدية عام 1988



هشام الصباحي
كاتب وشاعر مصري
H.alsabahi@gmail.com


المنصورة- في
14-5-2008

2 comments:

mostafa rayan said...

في الحقيقة لم اقرأ هذه التدوينة قرأت السابقة السيئ في الأمر
معك ان المستقبل سيكون لكتب النصوص وان
ازدهار حركةالنشر ستكون علي يد الدور الصغيرةوالتي بدأت تتحد مع بعضها البعض مثل
( ليلي ودايدموند بوك) و ( دار العين ومزيد )
ليستطيعو الوقوف امام الدور الكبري مثل مدبولي والشروق
لكن المشكلة تكمن ان بعض هذه الدور تتطلب ان يساهم الكاتب بجزء من التكاليف مثل اكتب وميريت
وهذه هي المشكلةالتي تعطل البعض
من الشباب الراغب في النشر
تحياتي لك

هشام الصباحي said...

على فكرة اخرى فكرة ان يدفع الكاتب جزء من تكاليف النشرامر واقع
شكرا على مرورك