Saturday, May 31, 2008

ممدوح رزق يكشف السئ في الأمر


ممدوح رزق يكشف السيئ في الأمر
هشام الصباحي

التصنيف لنوع الكتابة سيظل هاجسك وهاجسي طوال قراءة كتاب السيئ في الأمر لممدوح رزق سوف تكون مثلى عندما تلقى نظرة على الكتاب لتقرأ عنوانه وتصنيفه الذي أراد المؤلف له أن يكون تحت مسمى نصوص وتقول في سرك انه لابد أنه ديوان لقصيدة النثر في شكل غير معلن حتى لايُقابل بالضدية والنفي وتظل على هذا الاعتقاد إلى أن تصل مثلى إلى الصفحة 33 عند قراءة نص setup الذي تجده قصة قصيرة ومن هنا تكون نصوص ممدوح رزق هي مجموعة من قصائد النثر والقصص القصيرة من وجهة نظري التي لا أُجبر أحدا على الالتزام بها وأرى أن فكرة الكتب النصوص سوف تكون هي المرشحة للازدهار في مصر خلال الأعوام القادمة لعدة أسباب منها وهو الأهم ازدهار حركة النشر في مصر بشكل غير مسبوق في تاريخ مصر من قبل واعتماد هذا الازدهار بشكل خاص على دور نشر خاصة صغيرة وكبيرة منها ميريت وملامح واكتب والدار وليلى وسبب آخر رغبة الكاتب وخاصة الشاب أن يصدر كل عام كتاب لذا ستكون نصوص هي الكلمة السحرية التي يمكن أن تستوعب كتاب يحتوى على تنوع صنف أدبي من أشعار وقصص وأيضا تأملات المهم أن يكون بينها رابط سرى وسحري في آن واحد
وهناك سبب آخر شديد الأهمية وهو نشاط الكتاب الشباب على الفيس بوك –facebook - هذا الموقع الذي يلعب في مصر دور التعارف بين الكاتب وكل أصدقاءه والمهتمين بالثقافة واستخدام الموقع في إرسال رسائل لهم عن حفلات توقيع وأماكن توزيع الكتاب مما جعل بعض الكتب تنفذ في شهور مع أنها كانت تظل سنوات حتى يكون لها طبعة ثانية.
ظل الموت حاضرا بشكل بهي في المجموعة وتواجد في العديد من النصوص على مدار الكتاب وكان العامل المشترك دائما في الموت انه يأتي بعد علاج طبي أو جراحة وكأنه يُحضر مقدمات له حتى لانفزع نحن الصغار منه ونسعى لإحداث ضجيجا وصراخا يقلق سكون وطمأنينة الأموات الذين نحبهم ونجح ممدوح/القاص أن ينقل لنا مشاعر مابعد الموت -مثل مابعد الحداثة- فكان هو الأكثر جمالا وروعة في النصوص وخاصة النص/القصة/الحكاية ( بلا أدنى خجل ص 85)
فضاءات هذه النصوص كانت ثرية ومتنوعة حيث هو يستخدم مفردات الكترونية وكمبيوتريه مثل setup ويتحدث عن مواقع على النت مما يشي لمن لايعرف الكاتب أن عالم الكمبيوتر والانترنت متصل به بل هو نافذته وعينه التي يرى بها العالم ويتواصل معه ..وتحضر السينما في لكتاب وتأثر الكاتب بها.. اهتم ممدوح بالسرد لذا لن تجد أي اهتمام بالصور الشعرية وقد نجح في تقديم وصف وقت انتظار من يحب بشكل متناقض مع تصوراتنا
وذكريات المدرسة والطفولة وحضور الأم في نص/قصيدة ( صامتة كنت أناديها:ماما ص 67) نصوص لليومي والمعاش تفاصيل من داخل المنزل وأخرى من الشارع
أن تقنية العناوين وحرفيتها لعبت دورا رئيسيا في رفع النصوص فنيا وإنسانيا إنها اتسمت بالتجديد الفني والحرفي والتقاط اليومي والمتداول وتناوله في شكله الفني/الشعري


هشام الصباحي
كاتب وشاعر مصري
H.alsabahi@gmail.com


http://www.facebook.com/note.php?note_id=29199878152

Monday, May 19, 2008

رواية تظل رائحتها عالقة بنا




قراءة في فانيليا للطاهر شرقاوي
هشام الصباحي
ولد وبنت يصنعان عالم رواية اسمها فانيليا هي العمل الخامس للكاتب الطاهر شرقاوي الذي ولد في قنا إحدى محافظات صعيد/جنوب مصر يوجهك من اللحظة الأولى إلى اكتشاف مناطق جمال مغايره لما هو سائد وموروث وراسخ في عقولنا وقلوبنا ومتعارف عليه حيث قدم حبيبته/البنت يصبح أجمل شئ في جسدها ..وفى الدنيا. إنها البنت ذات القدم الصغيرة..التي تسير حافية القدمين في الطرق العامة حتى تشعر بالسعادة.. وتشعر بالحرية.. إنها تعتقد/تؤمن أن الله خلق لها يوم الأحد لأجلها فقط.. لأجل سعادتها.. إنها تسكن في بيت كما تريد / تحلم عبارة عن مطبخ وحمام فقط.. تريد أن تجرب القتل.. تريد أن ترى الفزع في وجه الضحية.. وتصل إلى ذروة متعتها لو كانت الضحية هي حبيبها الكاتب/الروائي الذي يحاول أن يكون مختلفا..وان يمنحنا رسالة تفيد بوجود مناطق جمال حولنا وفينا مهملة وغير مكتشفه ويدفعنا قصرا إلى الاستمتاع بها ومعها ربما نحصل على سعادة مفقوده أو طمأنينه ضائعه إنها في مجملها رسالة لإعادة اكتشاف أنفسنا وما حولنا ربما نجد مانبحث عنه منذ سنوات تحت أقدامنا أو أمام أعيننا وهذا ماحدث مع البطل/الولد الذي وجد/اكتشف في نفس الشارع الذي يسير فيه منذ سنوات محل حلويات تفوح منه رائحة الفانيليا التي اتخذ منها اسما للرواية لتكون أنشودة إنسانية للحلم والحياة والفقد والموت الذي يأتي دفعة واحده أو الذي يأتي على دفعات كموت جزء جزء من الجسد أو عضو تلو الآخر أو ربما موتا داخليا للمشاعر والأحاسيس أو موتا خارجيا لكل مايحيط بنا من نبات وجماد وإنسان
وظلت مشاعر الخوف من الفقد مسيطرة على البطلة في أحلامها خلال الرواية كما نجحت الرواية في تقديم لشكل العلاقة بين المدينة والناس تلك المدينة التي تقهر وتقتل دون عقاب ودون تشريع يعاقبها على سرقة الأحلام وتصدير الرعب إلى النفوس
من سمات الرواية أنها لاتعتمد على تتابع/تسلسل أحداث ولكن هناك تتابع مشاعر واكتشافات وفضفضة إننا لسنا بصدد وقائع بقدر مانحن بصدد كشف عن مشاعر وانفعالات وأحلام وإخفاقات وتفصيلات حياتية صغيرة ومدهشة ومن هنا يمكن إعادة ترتيب فصول الرواية التي لا تأخذ اى عناوين محدده بل هي بدون عناوين ولا تعرف إنها انتهت وبدأت سوى من تنظيم الصفحات والإخراج الطباعى والفني
استطاع الطاهر شرقاوي /الروائي أن يخلط الواقعي مع التخيلي في وقت واحد دون افتعال السحرية اللغوية أو الوصفية أو التعمد إلى إنشاء عالم غرائبي ..اسطورى.. انه يحاول أن يمسك بما يحدث في الأرض ويقوم بفرزه وتصفيته وتصدير لنا ماهو ذات قيمة إنسانية راقي في شكل لغوى جميل غير متعالي على المتلقي ومتفاعل معه في آن واحد حيث يتجلى ذلك في تحويل الأشياء العادية إلى أشياء مهمة لها بريقها الخاصة وهكذا كان لابد أن تقول البطلة عن عيد ميلادها (-وهى تحرك يديها في الهواء إنه حدث غير عادى- الرواية ص 20) من هنا كان الانفتاح الكامل على الانسانى دون التورط في إيديولوجيات تقليديه أول منظومة فكرية مسبقة
أيضا الغلاف كان له أهميه لافته للعين وكسر رتابة الأغلفة التي صاحبت ازدهار النشر في مصر في الآونة الأخيرة.. كما أن الجميل في الأمر أن الغلاف كان مشترك بين فنانين هما مخلوف وعبد الله
الطاهر شرقاوي صدر له من قبل البيت التي تمشط شعرها-قصص-مكتبة الأسرة-2001..حضن المسك-قصص-الهيئة العامة لقصور الثقافة-2002..صوت الكمان-قصص-الهيئة العامة للكتاب-2004..شجرة البرتقال-قصص أطفال-سلسلة كتاب قطر الندى-2005.

هشام الصباحي
شاعر وكاتب مصري
H.alsabahi@gmail.com



http://www.facebook.com/note.php?note_id=27950498152


يمكنكم تحميل كامل العدد من هنا
http://www.alarab.co.uk/Previouspages/Alarab%20Weekly/2008/05/17-05/
يمكنكم تحميل صفحة المقال من هنا
http://www.alarab.co.uk/Previouspages/Alarab%20Weekly/2008/05/17-05/w22.pdf

Thursday, May 1, 2008

إيمانٌ غير كافٍ

إيمانٌ غير كافٍ

شعر هشام الصباحى


أَخذ يتمشى فى شوارعِ ضيقةٍ
أَحْدثَ ضوضاءً يعاقب عليها القانون
الفراشات التى تُحلّق قريبةً من عينيه لايراها
منحه الله عُقما
لم يكتشفه الا بعد الثلاثين من العمر
قرر أنّه راضيا تماما
ربما رصيده من الايمان غير كافيا حتى ينجب أطفالا
عرف انه مجرد واحدا من مخلوقات لانهائية من صنع الله
وعرف أيضا أنه يرى بعض هذه المخلوقات ولايرى الكثير منها
توسّل للالم أن يغادره بعض الوقت
كانت السماء تُمطر بغزارة نساءً غير جميلاتٍ
والشوارع تمتلىء بفاكهة عطنة
تعوّد المارة على رائحتها
وعربات كثيره تجرى فى جسده
تترك بقاياها داخله
وقفٍِ ملاصقا لظله
كلاهما لايحب الأخر
الحوائط لم تشاركه البكاء
والموسيقى التى خلّفها وراءه
عندما كان ينقر الرصيف يوميا فى سعيه الى العمل الرتيب
لم تضف اليه سعادة تذكر




المنصورة فى 3-2-2008