شعر بطعم ورائحة خبز الفقراء المسكر الخارج حالا من الفرن
قراءة في ديوان أوقات محجوزة للبرد
هشام الصباحي
في طفولتي التي لا أعرف إن كانت سعيدة أو تعيسة لم احدد بعد رأيا أو انطباعات في هذا الشأن ولكني الآن أدركت/أمسكت بسبب الديوان لحظة من أكثر اللحظات سعادة وتأكدي من استحالة تكرارها على الرغم من بساطتها المفرطة حيث كانت أمي ونساء الحي الفقير جدا الذي كنا نعيش فيه والذي يحتوى على فرن واحد.. فرن فلاحى بلدي مبنى من التراب المعجون بالماء تقوم كل سيدة بخبز ما يكفى أسرتها شهر من الحياة بالتعاون مع باقي النساء وكنا كأطفال هذا الأمر لا يعنينا في شئ الذي يعنينا هو أرغفة الخبز التي تخبز لنا بالسمن والسكر وتوزع علينا في نهاية يوم الخبيز فكان هذا الرغيف الطازج الذي يخرج من الفرن إلى يدي تفوح منه رائحة البخار الجميل ورائحة السمن البلدي والسكر والطعم الرائع هذه الحالة/الإحساس هي تماما
ما انتابنى بعد الانتهاء من ديوان أوقات محجوزة للبرد للشاعرة الجزائرية نوارة لحرش حيث الاحتفاء الأولى بالبرد والشتاء والجو الذي يصيبك بالوحدة والتوحد والهدوء والحوار مع الذات وتحسسها واكتشافها من جديد و كان الإهداء إلى الأهل متوافق مع الجو العام لعالم شتوي صافى محيط بنا خلقه الديوان لنا هذا العالم الذي يخلوا من الضجيج ولا تسمع به إلا موسيقى الطبيعة والهدوء والروح لذا كان التصدير الذي بدأ به الديوان كان لابد أن يكون
له عنوان في روعة (معاطف معنوية ) وهذه السمة الأولى للديوان حيث أن تقنية العناوين رائعة ومدهشة وطازجة تدفعك إلى القراءة عمدا للقصائد حيث نجحت الشاعرة في اختيار كل العناويين للقصائد وهذه مشكلة يعانى منها العديد من الشعراء الشبان حيث يجدون صعوبة في اختيار العناويين فيكون من الأسهل ترك القصائد بدون عناويين أيضا تتخذ الشاعرة من آلية السؤال طريقا للتعرف على العالم وتحسس مفرداته ومكوناته المرئية والامرئية وإحداث حوار مع الأنا للوصول إلى درجة أعلى من الألفة والتوحد مع الذات ومع وكل ماهو متاح حتى أنها تسأل الذات العليا أيضا )وتسأل الله : لماذا يمام / الفرح لا يأتي ؟( وكما أن أيضا السؤال هو الطريق الأساسي للمعرفة والتنوير وربما أيضا للتغير وإدراك حقيقة الأشياء كانت الأسئلة في الديوان عديدة وإنسانية وملحة وتدور حول أحزان الذات) كيف أستحضرُ الأغنيات التي/ جفت في مواسم / الصوتِ الجريحْ ؟( (ما الذي يلزم / غير الألم ؟ .( حتى نجد أن حرف النفي لا يتكرر 59 مرة خلال الديوان
خلال 30 قصيدة هي حجم الديوان و حول هذا الحرف يتحدد شكل الذات التي تكتب وتتعامل مع العالم الذي دائما ينفيها خارج إطاره وكيف ترى/وتحدد علاقتها معه وخاصة أن حرف لا دائما فاصل بينهما
وحتى وحدة الجو العام للديوان تجبر الشاعرة على تغير اسم الفهرس إلى الأوقـات و بـردهـا لما له دلالة واضحة على صدق الربط بين الاسم والفهرس ومتن القصائد وروح الشاعرة الكل أصبح واحد في حالة توحد كاملة
نوار لحرش شاعرة جزائرية كل من يعرفها يتحدث عن حبها للجميع لذا هي لا تنسى كونها أنثى/صديقة /حبيبه لذا تجد رومانسية الأنثى تطل بشكل خجل خلال الديوان ليعبر عن بكارتها العاطفية والروحية
هشام الصباحي
H.alsabahi@gmail.com
المنصورة في 23-2-2008
قراءة في ديوان أوقات محجوزة للبرد
هشام الصباحي
في طفولتي التي لا أعرف إن كانت سعيدة أو تعيسة لم احدد بعد رأيا أو انطباعات في هذا الشأن ولكني الآن أدركت/أمسكت بسبب الديوان لحظة من أكثر اللحظات سعادة وتأكدي من استحالة تكرارها على الرغم من بساطتها المفرطة حيث كانت أمي ونساء الحي الفقير جدا الذي كنا نعيش فيه والذي يحتوى على فرن واحد.. فرن فلاحى بلدي مبنى من التراب المعجون بالماء تقوم كل سيدة بخبز ما يكفى أسرتها شهر من الحياة بالتعاون مع باقي النساء وكنا كأطفال هذا الأمر لا يعنينا في شئ الذي يعنينا هو أرغفة الخبز التي تخبز لنا بالسمن والسكر وتوزع علينا في نهاية يوم الخبيز فكان هذا الرغيف الطازج الذي يخرج من الفرن إلى يدي تفوح منه رائحة البخار الجميل ورائحة السمن البلدي والسكر والطعم الرائع هذه الحالة/الإحساس هي تماما
ما انتابنى بعد الانتهاء من ديوان أوقات محجوزة للبرد للشاعرة الجزائرية نوارة لحرش حيث الاحتفاء الأولى بالبرد والشتاء والجو الذي يصيبك بالوحدة والتوحد والهدوء والحوار مع الذات وتحسسها واكتشافها من جديد و كان الإهداء إلى الأهل متوافق مع الجو العام لعالم شتوي صافى محيط بنا خلقه الديوان لنا هذا العالم الذي يخلوا من الضجيج ولا تسمع به إلا موسيقى الطبيعة والهدوء والروح لذا كان التصدير الذي بدأ به الديوان كان لابد أن يكون
له عنوان في روعة (معاطف معنوية ) وهذه السمة الأولى للديوان حيث أن تقنية العناوين رائعة ومدهشة وطازجة تدفعك إلى القراءة عمدا للقصائد حيث نجحت الشاعرة في اختيار كل العناويين للقصائد وهذه مشكلة يعانى منها العديد من الشعراء الشبان حيث يجدون صعوبة في اختيار العناويين فيكون من الأسهل ترك القصائد بدون عناويين أيضا تتخذ الشاعرة من آلية السؤال طريقا للتعرف على العالم وتحسس مفرداته ومكوناته المرئية والامرئية وإحداث حوار مع الأنا للوصول إلى درجة أعلى من الألفة والتوحد مع الذات ومع وكل ماهو متاح حتى أنها تسأل الذات العليا أيضا )وتسأل الله : لماذا يمام / الفرح لا يأتي ؟( وكما أن أيضا السؤال هو الطريق الأساسي للمعرفة والتنوير وربما أيضا للتغير وإدراك حقيقة الأشياء كانت الأسئلة في الديوان عديدة وإنسانية وملحة وتدور حول أحزان الذات) كيف أستحضرُ الأغنيات التي/ جفت في مواسم / الصوتِ الجريحْ ؟( (ما الذي يلزم / غير الألم ؟ .( حتى نجد أن حرف النفي لا يتكرر 59 مرة خلال الديوان
خلال 30 قصيدة هي حجم الديوان و حول هذا الحرف يتحدد شكل الذات التي تكتب وتتعامل مع العالم الذي دائما ينفيها خارج إطاره وكيف ترى/وتحدد علاقتها معه وخاصة أن حرف لا دائما فاصل بينهما
وحتى وحدة الجو العام للديوان تجبر الشاعرة على تغير اسم الفهرس إلى الأوقـات و بـردهـا لما له دلالة واضحة على صدق الربط بين الاسم والفهرس ومتن القصائد وروح الشاعرة الكل أصبح واحد في حالة توحد كاملة
نوار لحرش شاعرة جزائرية كل من يعرفها يتحدث عن حبها للجميع لذا هي لا تنسى كونها أنثى/صديقة /حبيبه لذا تجد رومانسية الأنثى تطل بشكل خجل خلال الديوان ليعبر عن بكارتها العاطفية والروحية
هشام الصباحي
H.alsabahi@gmail.com
المنصورة في 23-2-2008
2 comments:
بصراحه رائع جدا لكن الحبز عمره ما بيكون مسكر حتى لو حسيت بحلاوته فعمره ما بيكون مسكر مقصدشى الطعم بالتحديد لكن حلاوته فى مرارته
وطبعا مش حال الخبز الان حلو وياريت تسلملى على الحكومه وتعزمه على رغيفين عيش
Post a Comment